إذا كان التاريخ هو العلم الذي يساعد الإنسان لكي يفهم ماضيه حتى يدفع بحاضره إلى التطور من أجل تحسين صورة المستقبل؛ فإنه من البديهي أن نتساءل كيف يمكن لهذا العلم أن يفيدنا في مجال العمل في التربية؟ أو بمعنى آخر ماذا يعنينا من دراسة تاريخ التربية؟
فإذا كنا نسعى بالفعل إلى رسم سياسة جديدة لتطوير التعليم في مصر، فإننا ولا شك لا نبدأ من فراغ، وإنما من خلال ما أسفرت عنه تجربتنا الطويلة واجتهاداتنا التربوية بكل ما فيها من إيجابيات وسلبيات، وأن ندرس حركة تطورها في مصر لنتعرف على القوى والعوامل التي أدت إلى ازدهارها أحياناً أو ضعفها واندثارها أحياناً أخرى، مما يساعد ولاشك في وضع تصور ورؤية مستقبلية سليمة.